في قلب الصحراء القاحلة، حيث تنعدم الحياة وتغيب البشر، كانت هناك قرية صغيرة تُدعى “السراب”. عُرف أهلها بالهدوء والوداعة، لكن ذلك الهدوء سرعان ما تبدد حينما حدثت جريمة مروعة.
في إحدى الليالي، تم العثور على جثة أحد السكان، يوسف، بالقرب من بئر المياه. كان يوسف رجلًا معروفًا في القرية، يمتلك مزرعة صغيرة. تجمعت القرى المجاورة، وبدأت الشائعات تنتشر حول سبب وفاته. تحدث الجميع عن حادث عرضي، لكن الشرطة المحلية لم تكن مقتنعة بذلك.
وصل المحقق، رامي، إلى القرية في صباح اليوم التالي. كان رامي شابًا طموحًا، وكان لديه شغف بحل الألغاز. بدأ في استجواب السكان، لكن الجميع كان مترددًا في الحديث. ومع ذلك، اكتشف أن يوسف كان على خلاف مع أحد الجيران، عادل، بسبب نزاع على قطعة أرض.
قرر رامي زيارة عادل، الذي كان يعمل في مزرعته. كان عادل يبدو عصبيًا، وعندما سأل رامي عن علاقة يوسف به، بدأ عادل في نفي أي تورط له. لكن رامي لاحظ شيئًا غريبًا؛ كانت يده ملطخة بالتراب، وكأنها كانت تحفر شيئًا.
استمر رامي في جمع الأدلة، واكتشف أن يوسف كان يخطط للسفر إلى المدينة بحثًا عن عمل. كان لديه حلم كبير بتحسين حياته وحياة أسرته. أدرك رامي أن هذا الحلم قد يكون هو الدافع وراء الجريمة. لكن لماذا قتل يوسف إذاً؟
في تلك الأثناء، زار رامي المكان الذي عُثر فيه على الجثة، ولاحظ وجود آثار أقدام بالقرب من البئر. تتبّع الآثار حتى وصل إلى مكان بعيد حيث وجد مجموعة من الصناديق المدفونة. وعندما فتحها، اكتشف أنها تحتوي على أشياء ثمينة مسروقة، بالإضافة إلى وثائق تتعلق بنزاع الأراضي.
عاد رامي إلى القرية ليواجه عادل. عندما واجهه بالأدلة، اعترف عادل بجريمته. كان قد شعر بالتهديد من يوسف الذي كان ينوي الكشف عن نشاطاته غير القانونية. لم يحتمل فكرة فقدان الأرض، فقرر التخلص من يوسف.
استطاع رامي إلقاء القبض على عادل، وعادت الهدوء إلى القرية بعد أن تم القبض على الجاني. أدرك سكان السراب أن الجريمة قد تكون قريبة جدًا، حتى في أكثر الأماكن هدوءًا. كانت الصحراء تحمل في طياتها أسرارًا مظلمة، لكن بفضل شجاعة رامي، تم الكشف عن الحقيقة.
النهاية.
اخبرنا عن رأيك بالقصة ؟ وماهي القصص التي تحب أن تقرئها ؟